ملخص الفتوى:
المصافحة بعد الصلاة ليس لها أصل، وهى بدعة مذمومة.
الشيخ ابن باز فتاوى إسلامية 179.
تعليق:
أصل المصافحة سنة، وكونهم حافظوا عليها فى
بعض الأحوال لا يخرجها عن الندب.
التعقيب:
المصافحة فى
حد ذاتها مباحة، بل قيل إنها مسنونة كمظهر من مظاهر الحب
والإحترام والألفة وتقوية الرابطة، وقد رويت فى
فضلها عدة أحاديث،
ففى صحيح البخاري عَنْ قَتَادَةَ قَالَ قُلْتُ لأَنَسٍ
أَكَانَتِ الْمُصَافَحَةُ فِى أَصْحَابِ النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ قَالَ نَعَمْ[1].
وفى سنن الترمذي عَنْ أَبِى أُمَامَةَ رضى الله عنه أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ «تَمَامُ
عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ يَضَعَ أَحَدُكُمْ يَدَهُ عَلَى
جَبْهَتِهِ أَوْ قَالَ عَلَى يَدِهِ فَيَسْأَلَهُ كَيْفَ
هُوَ وَتَمَامُ تَحِيَّاتِكُمْ بَيْنَكُمُ الْمُصَافَحَةُ»[2].
وفى سنن أبي داود عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ
يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا
قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا»[3].
وفى مسند الإمام أحمد عن أَنَس بْن مَالِكٍ قال قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ «يَقْدَمُ
عَلَيْكُمْ غَداً أَقْوَامٌ هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً
لِلإِسْلاَمِ مِنْكُمْ ». قَالَ فَقَدِمَ الأَشْعَرِيُّون
فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ
الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ يَقُولُونَ غَداً
نَلْقَى الأَحِبَّهْ مُحَمَّداً وَحِزْبَهْ فَلَمَّا أَنْ
قَدِمُوا تَصَافَحُوا فَكَانُوا هُمْ أَوَّلَ مَنْ
أَحْدَثَ الْمُصَافَحَةَ[4]».
وفيه أنهم أحدثوا المصافحة، وأقروا على ذلك، وتخصيصها ببعد
الصلوات من جنسها وفى معناها.
وقد ذهب
ابن تيمية
لكراهة
المصافحة بعد الإنتهاء من الصلاة
لكونها
لم تكن موجودة أيام
النبي صلى الله عليه وسلم ولا فى
أيام الخلفاء الراشدين،
وخالفه أكثر العلماء؛ لأن عدم الورود لا يعنى المنع، ولا
أنها بدعة مذمومة ما لم تخالف نصاً معلوماً،
قال النووى: أصل المصافحة سنة، وكونهم حافظوا عليها فى
بعض الأحوال لا يخرجها عن الندب،
والخلاف
فى
حكم المصافحة
راجع إلى الخلاف فى
تعريف البدعة، ومادام الأمر خلافياً فلا ينبغى
التعصب فيه لرأى.
والله أعلم.
د/ ياسر عبد العظيم
[4]
مسند الإمام أحمد 12918.